كانت من أول مشاريع مجموعة بصمة وأفكارها هي إستضافة الاستاذ فاروق .. تسلق الجبل وهو حاملاً معه رسائل عديدة للمسلمين والغير مسلمين . كان له هدف ولم يزغ بصره عن هذا الهدف حتى وصل له (القمة) حلقتا معه .. أخذنا إلى القمة وأنا لا أذيع سراً حين أقول فعندما كان يحدثنا عن تجربته العريقه فكانت بمثابة " حياة أو موت " فسبحان الله !!
قمة إفريست .. سأعطيكم تشبيه بسيط عن حجم أو ارتفاع هذا الجبل فهو يساوي ضعف برج المملكة 30 مرة !! كانت مغامرة صعبة بلا شك رغم كل العوائق والصعوبات التي واجهها من درجة حرارة -50 ونقص الأكسجين والمنطقة اللاحيـاتيـة والعواصف الثلجية والجثث الباقية !! هل هذا مستحيل؟ هل مستحيل أن يتسلق الجبل؟ لا .. حقاً ولماذا؟ لأنه لا مستحيل مع قدرة الله عز وجل . أصفه بالإنسان الناجح لأنه لم يستسلم أبداً لأعاصير هذه المغامرة أو الفشل !
لقد كان الاستاذ فاروق على وشك أن يفقد عنصر أساسي للحياة .. يجب على الإنسان أن يشكر الله سبحانه وتعالى على النعم التي لا تعد ولا تحصى وبالتأكيد منها .. الأكسجين كان الاستاذ فاروق على وشك أن يودعها ولقد بدأ الجد وبدأت تصعب المغامرة آنذاك ! وأقول لكم .. كونوا من الشاكرين ..
لقد أخبرنا الاستاذ فاروق بأربعة أسرار وهي أسرار نجاحه فما هي ؟
* السر الأول : إكتشف مواهبك وإفهم نفسك جيداً لأنك أنت الذي ستنجز و تحقق المعجزات بإذن الله
* السر الثاني : حدد أهدافك التي تناسب مواهبك أعقد العزم على الله سبحانه وتعالى وأيقن أنك سوف تصل لأهدافك وتحققها .
* السر الثالث: المبادرة .. عندما أراد الاستاذ فاروق أن يتسلق الجبل أخبره أحد أصدقاءه حسناً لدينا وقت لكي تنهيء ونتسلق الجبل السنة القادمة ! فقال فاروق .. لا سوف أتسلقه الآن فالمبادرة تعني أفعلها الآن ، تستطيع أن تتخذ القرار الصحيح وتبدأ من جديد فقط إفعلها الآن
* السر الرابع : الصبر .. قال الله تعالى( ولنبلوكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، وبشر الصابرين) ، " إن الله مع الصابرين " .. أطفئ شموع اليأس التي تتراقص ظلالها على جدران حياتك .. واسكب الزيت بهدوء في قناديل الأمل ما الدنيا إلا ثلاث; أمل و ألم وأجر. فـعش بالأولى وتحمل الثانيه من أجل الثالثه .
أروي لكم قصة بقلم الاستاذ فاروق الزومان ..
لقد اكرمني الله بأن جعلني اخوض مراحل مغامرة تسلق جبل افرست وانا مؤمن بانها ستنجح, ولم يوقف شعوري بالوصول الى الهدف شي قط...ولا حتى المحبطين... فمن تجاربي مع المحبطين في هذه الحياة ادركت ان وجودهم مهم, بل يكاد يكون مهم جدا, وربما تتسائلون كيف, ولكن دعوني اخبركم كيف بعد هذه القصة الصغيرة:حينما كنت في مدينة (كاثمندو) ,عاصمة نيبال, منتظرا وصول باقي اعضاء فريقنا الى المدينة لكي ننطلق الى جبال الهمالايا بعدها بايام, خرجت الى السوق لكي اشتري بعض المعدات التي كانت تنقصني وبينما انا اتحدث الى احد الباعة احسست بعيون تراقبني من بين المعدات, فنظرت فاذا هو رجل في في الاربعينيات من عمرة, فابتسمت له ثم ادرت وجهي.. بعدها بقليل بادرني سألا "من اين انت؟" , فقلت له "انا من السعودية!" , ثم قال متعجبا "واو انت سعودي!! هذه اول مرة اقابل سعودي في نيبال" ,ثم ابتسمت وقلت "نعم الكثير من السعودين لا يعلمون مدى روعة نيبال", ثم قال متعجبا مرة أخرى "ولكن مالذي تفعله في نيبال؟", فقلت له متهربا من ذكر افرست لأنني كنت على عجلة من امري وغالبا ينهال عليك الناس بالاسئلة اذا اخبرتهم بأنك سوف تتسلق افرست, "انا هنا لكي اتسلق احد الجبال", ثم رفع حاجبيه متعجبا وهو يقول "اي جبل؟" , فقلت في نفسي يالله سوف ينهار علي بالثناء والاسئلة وانا يجب انا اذهب ثم قلت له "ممم جبل افرست", وهنا كانت الصدمة بأن اول ما فعله هو ان ابتعد عني خطوتين كبيرتين الى الوراء وعبس في وجهي ثم نظر الى قدمي وبدأ يتسلق بعينين مستنكرتان الى ان وصل الى عيني ثم نزل بهما مرتة أخرى متفحصا بدقة , ثم هز رأسة وهو يقول ساخرا "لن تستطيع, انا تسلقت افرست كثيرا ولم استطع ومثلك لا يستطيع" , ثم ابتسمت في وجه قائلا "اذا لم استطيع هذه السنة فسوف احاول السنة التالية", ثم هز رأسة مرة أخرة بالنفي قائلا "ولا حتى السنة المقبلة", ثم قلت له مصرا "اذن السنة التي بعدها او التي بعدها او التي بعدها" حتى قاطعني مبتسما ابتسامة سخرية واحتقار قائلا "انت عربي اتيت من الصحراء وتريد مجابهة الثلوج!! ومن 50 فوق الصفر الى 50 تحت الصفر!! وتعتقد انك ستصل الى القمة!!!" , ثم اعطاني ظهره ومشى بدون اي كلمة!!محبط (بفتح الباء وكسرها ايضا).. او ربما حاقد او اي شي آخر, ولا يهم... ولكن وجوده كان مهم جدا, لان الله ما بعثه الي الا لسبب فهو احكم الحاكمين سبحانه... والآن دعونا نحاول ان نستنبط فوائد هؤلاء:اولا: استشعار نعمة الله علي وكيف انه فضلني على هذا الانسان بأن جعلني(1.طموح) وهو محبط,(2. مثابر) وهو يائس, (3. مبتسم) وهو قاطب ,(4. مصر) وهو متخاذل, (5.سعيد) وهو حزين, (6. ايجابي) وهو سلبي, (7. متفائل) وهو متشائم, (8. مؤمن) وهو مشكك, (9. ناجح) وهو فاشل, والفشل هنا هو عدم تكرار المحاولات وليس الاخفاق في الوصول الى القمة مرة او مرتين.ثانيا: حينما يسمع الانسان مثل هذه الكلمات يبدأ في التفكير في كلمات مثل "انا استطيع", "انا اقدر", "ما فيه شيء مستحيل" الخ, ومثل هذه الكلمات ترسخ في العقل الباطن(برمجة عصبية) هذا المفهوم, فبالتالي تزيد ثقة الانسان بنفسه وايمانه بالقدرة على تحقيق ما يصبو اليه.ثالثا: دافع للتحدي.. نعم لتحديه هو ولتحدي النفس, لأن الانسان تزيد طاقته ومدى تحمله وقوته اذا ما اثرته بالتحدي, فهذا شيئ احيائي يحدث في الجسم حيث يبدأ الجسم بافراز هرمون الادريالين والذي يزيد من الطاقة والقوة..رابعا: تعليم على التفكير الايجابي... حينما يشكك شخص ما بقدرتك او في موهبتك, فإنك بالتالي تحاول اثبات العكس لنفسك فتصبح ايجابيا في نظرتك الى نفسك وامور الحياة كلها بدون ان تدرك! فتصبح الايجابية طبعك وتصير عادة في كل شيء. مثلا, اذا شكك انسان بمقدرة سيارتك في الوصول الى الى مدينة معينة ثم ارتفعت حرارة السيارة في منتصف الطريق ستجد عقلك الواعي يخاطب الباطن قائلا "ليس هناك خلل وانما هو نقص في الماء وسوف تعود طبيعية حينما املئها بالماء", وهكذا! فكنت اخاطب نفسي كثيرا قائلا "هذا الانهيار الثلجي بعيد عنا, وهذه الحفرة غير خطرة, والجو غير بارد جدا, وهذا الطعام لذيذ ومصدر غني بالطاقة. وعلى هذا الحال".اعلم ان الافضل هو اختيار الله وتأكد ان كل شيء يحصل في حياتك هو خير لك .
أشكر الأستاذ فاروق جزيل الشكر على جهده وعلى حضوره لقد حرك رياح مدرستنا ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق