بسم الله الرحمن الرحيم .. العلي العظيم المنفرد بالعزة والإرادة والتدبير أشهد أن نبينا محمد عبده ورسوله البشير النذير صلى الله عليه وسلم
أما بعد ..
منذ يومين عقدنا محاضرة أنا و مجموعة من صديقاتي فكان فخرٌ لنا بأن نتحدث عن ..
رجل ليس كباقي الرجال و شخص ليس كباقي الأشخاص .. هو ساد الكل!
تحدثنا عن أعظم الخلق وأطهرهم.. عمن ضحى براحته من أجل أمته هو أطهر قلب وأطهر روح تحدثنا عن أعظم قائد و معلم عن إنسان قبل أن يكون نبي هو المصطفى سيد هذه الأمه محمد صلى الله عليه وسلم .. قبل أن أتحدث إنتابني شعور غريب تخيلت لو أن الرسول موجود بيننا هل كان ليعجبه حالنا اليوم؟ أو أنا !! ماذا كنت لأقول .. والله أعجز عن التعبير والله يا رسول الله لا أستطيع أن أوفيك حقك .. أنا لم أتحدث حينها عن عالم أو دكتور أو فيلسوف أنا تحدث عن محمد عليه أفضل الصلاة و التسليم نبينا وحبيبنا .. هو الشخص الذي أرسله الله رحمة للعالمين فكان رحمة لنا . تأملوا أن الله سبحانه رزق كل الأنبياء دعوة من سليمان و إبراهيم وغيرهم .. أما النبي محمد أجل دعوته وإدخرها ليوم القيامة !! ليكون شفيعاً لنا
ما عظم شأن الرسول و كرمه وفضله وجدنا فيه أجمل صفات البشر وجدنا فيه أجمل المميزات وجدنا الروعة في أخلاقه! فقد كان أفضل البشر وأجملهم سيرة هو أعظم شخصية قد عرفتها وقرأت عنها وأيضاً أعظم شخصية عرفها التاريخ وجدت فيه أبي و أمي وولدي انه الحبيب المصطفى .
وقتها استشعرت وجود الرسول عليه الصلاة والسلام أنا لا أريد أن نرجع 1400 سنه فقط لنرى زمن الرسول أو نقرأ أو نسمع قصص الرسول كأي قصة .. لا بل أريد أن نعيش زمنه , أريد الرسول معنا اليوم!!
والسؤال هنا .. ماذا لو كان الرسول بيننا اليوم؟
هل وصلك سلام الحبيب حين قال قبل وفاته " إشتقت إلى أحبابي (وذكر أنه قال إخواني) فرد عليه الصحابة أولسنا أحبابك يا رسول الله؟ قال لهم أنتم أصحابي أما أحبابي فهم قوم يأتون بعدي يؤمنون بي ولم يروني "
اه يا حبيبي يا محمد ! كيف أنه عبر عن مشاعره حين قال أنه إشتاق إلينا و هو لم يرنا حتى!
قال الله تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِوَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }
وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده ووالده والناس أجمعين "، أخرجه البخاري ومسلم.كيف نعبر محبتنا للرسول؟ بكل بساطة حتى وإن كان في أعمال بسيطة .. إن من أحب شيئاً آثرَ موافقته، وإلا لم يكن صادقاً في حُبه، وكان مُدعياً، فالصادق في حب النبي صلى الله عليه وسلم من تظهرعلامة ذلك عليه . مثل الإقتداء به، واستعمال سنته، واتباع أقواله وأفعاله، وامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، والتأدب بآدابه في عُسره ويُسره، ومنشطه ومكرهه، وشاهد هذا قوله تعالى: { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}
قال أنس بن مالك رضي الله عنه: " قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا بنيَّ إن قدرت أن تصبح وتمسي ليس في قلبك غِشٌ لأحدٍ فافعل "، ثم قال لي: يا بُنَيَّ وذلك من سنتي ، ومن أحيا سنتي فقد أحبني، ومن أحبني كان معي في الجنة ".فمن اتصف بهذه الصفة فهو كامل المحبة لله ورسوله، ومن خالفها في بعض هذه الأمور فهو ناقص المحبة.
وتأملوا معي أيضاً يوم القيامة عندما يذهب الرسول إلى الله سبحانه وتعالى فيسأله بأسماء لم يسأل مثلها قبل ولن يسأل مثلها بعد فيقول الله سبحانه وتعالى " ارفع رأسك يا محمد وسل تعطَ واشفع تشفع فيقول الرسول ( أمتي أمتي ) انظروا إلى مدى حب الرسول لأمته وهي نحن !!!
وهو في أشد موقف يذكر أمته قبل نفسه .. هل هناك أفضل وأحن وأرق من الرسول
فماذا نرد له عليه الصلاة والسلام ؟ أو ماذا نفعل لنعبر له عن حبنا ؟
أترك الجواب لكم ..