بسم الله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم
أما بعد ..
في بداية الأسبوع يوم السبت من تاريخ 28 ابريل , ألقيت محاضرة عن الصحة النفسية في قاعة التربية الصحية للترم الثاني من السنه التحضيرية , فكرت أن أترك بصمة في الجامعة بالذات بأنني سوف أشتاق للسنه التحضيرية , كانت سنه حافله مليئة بالتصاعدات والتنازلات والكثير من التغيير أيضاً.
رأيت تفاعلاً جميلاً من قِبل البنات في الفصل - فعلا شعرت بالإنتماء- كان خطاباً من القلب للقلب, ما هو تعريف الصحة النفسية لدينا؟
وما هي ثقافتنا حول هذه الصحة؟
كثيراً في مجتماعتنا من يشتكي من الأمراض النفسية و ثقافتنا حول هذا الموضوع جداً بل جداً سطحية وساذجة ( اوه مريض نفسي)
أليس لديك من عائتلك من يشكو؟ الحمدالله الذي عافانا أولا والحمدالله دائماً وابدا , رأيي هو بأن يجب علينا أن نوسع من فكرنا وثقافتنا حول هذا الموضوع المهم , كما نعلم بأن الصحة هي رقم واحد في حياة كل إنسان, وخلقنا لنعبد الله وحده ليس سواه وبأن نتمتع بصحة جيدة.
صوتي لمجتمعي هو : المرض النفسي هو كالمرض العضوي و هناك من يلجأ للعلاجات النفسية, كعلاج داء القلب والسكر وغيره .. لاحظت في مجتمعنا بأنهم ينظروا للمرضى النفسيين بأنهم بشر ( من كوكب آخر) ولا يمكن التعاطي معهم, بل يحتاجون دعمنا بل يحتاجون إلى دفعة وجرعة أمل في هذه الحياة, كلٌ منا مبتلى والله إذا أحب عبداً ابتلاه فيارب لك الحمد.
هل أنت راضً عن نفسك؟ عن حياتك؟ كيف هي علاقتك مع ربك جل علاه؟ كيف هي علاقتك مع والديك والآخرين؟
هل أديت واجباتك؟
هل أنت سعيد؟
الصحة النفسية في التعريف العلمي : هي حالة دائمة نسبياً يشعر الفرد من خلالها بأنه متوافق مع نفسه ويشعر بالسعادة مع نفسه ومع الآخرين , ويشعر بالأمن والسلامة والإقبال على الحياة , بالإضافة إلى شعوره بالنشاط والقدرة على تحقيق ذاته واستقلال قدراته في مواجهة مطالب الحياة , بحيث يصل إلى درجة مرتفعة نسبياً من التوافق النفسي والاجتماعي في علاقات راضية ومرضيه.
حين تنظر لحياتك وتتسأل بينك وبين نفسك, أين تجد نفسك من التفكير الإيجابي وقدرتك على التعامل مع ضغوطات الحياة ومشاكلها, كيف تتعامل مع الآخرين والأهم كيف تتعامل مع ذاتك؟
كل صباح حين نفيق من نومنا نتنفس ليوم جديد وفرصه جديدة, اشكر الله بأنه اعطاك يوماً جديداً من عمرك لتعيشه, كيف تستغل هذا اليوم؟
هل تغرقك المعاصي وتنسى أن تبحر في طاعة الرحمن بكل سلام؟ قد تتسآل ما علاقة الصحة النفسية بالدين, هو شيء أساسي, لأنك تغذي روحك بالإيمان وتتمتع حينها بالصحة النفسية التي يبحث عنها الكثير, ذاك الشعور بالسعاده والرضى بالرغم لأي هم وحزن ومرض وأي من مشاكل الدنيا التي قد يمر بها الإنسان, حين يعرف هذا الإنسان أن كل شيء يمر به قد كُتب في اللوح المحفوظ وحين يعلم بأن أمر المؤمن كله خير, تأخيرك عن موعد خير , وحرمانك من أمر ما خير, والموت خير فرحمة الله وسعت الدنيا وما فيها, وأيضاً ... فرب الخير لا يأتي إلا بالخير, تأمل في رحمة الله والجأ إليه سترى كل مرة بأنك تهرب من نفسك لتلجأ إليه , سبحانه.
ما هي خصائص الصحة النفسية؟
التوافق والشعور بالسعادة مع النفس * الشعور بالسعادة مع الآخرين
*تحقيق الذات واستغلال القدرات * القدرة على مواجهة مطالب الحياة
*السلوك السوي * العيش في سلامة وامن وسلام
مفهوم غير تفكيرك , تتغيير حياتك, بكل بساطه هذه هي معادلة جديدة في الحياة ستجد الفرق حينها. بأن توجه كل تفكيرك إلى منظور ايجابي وان احاطت بك السلبيات, ستجد المخرج والضوء الذي يأخذك إلى آخر الطريق.
خذ كل أمر في الدنيا وجرب هذا : إن فكرنا العكس في كل أمور حياتنا ستجد الجواب, حين يوبخانك والداك , حين تفقد أمراً ما, حين ترسب في اختبار تذكر بأنك في عين الله , في هذه الحياة نخضع إلى الإختبار وثم نتعلم الدروس عكس المدرسة, الله يختبرك ويبتليك ليرى مقدار صبرك وكيف تتعامل مع ابتلاءك, انشكر أم نكفر؟
(وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)
امورك إن جاءت يسيرة فقل الحمدالله وإن جاءت عسيرة فقل الحمدالله أيضاً , والله لن ترضى عن الله إلا وارضاك.
في الضغوط النفسية يقال :
شهد عالم اليوم ثورة علمية وصناعية وتكنولوجية انعكست اثارها في المجتمع وقد وصف الكثير من الباحثين عصرنا الحالي بأنه عصر الضغوط والأزمات النفسية. والاحصائيات الحديثة تشير إلى أن 80%من أمراض العصر مثل النوبات القلبية وتقرحات المعدة وضغط الدم مصدرها الضغوط النفسية,ونظراً لهذا التسارع الذي يميز هذا العصر,أصبح على الإنسان أن يتعامل في علاقاته الاجتماعية مع أفراد قد يختلفون عنه ثقاقة وفكراً,مما جعل هذه العلاقات متضاربة وقد تشكل عبئاً نفسياً على كاهله.
مصادر الضغوط النفسية :
* الضغط النفسي الإيجابي
* الضغط النفسي السلبي
* الضغط النفسي الداخلي
* الضغط النفسي الخارجي
التعريف العلمي لهذه الضغوط :
الضغط النفسي الإيجابي : هو الضغط النفسي الناشئ للقاء من نحب , أو الذي ينتاب العروس والعريس في يوم زواجهما .
لضغط النفسي السلبي :يتمثل بجميع أنواع الضغوط النفسية عن أحداث يتوقع منها الفرد نتائج غير مضمونه أو غير مرغوبة فيها .
الضغط النفسي الداخلي : وهي تتعلق بالسمات الشخصية للفرد مثل : الصراع النفسي , الطموح , والسعي إلى بلوغ القمة , والتنافس والسعي للتفوق على الآخرين
الضغط النفسي الخارجي : لها علاقة بتفاعل الشخص مع الآخرين والبيئة مثل : ضغوط العمل , الطلاق , الوفاة والهجرة , مشكلات اجتماعيه , ضغوط الانجاز الأكاديمي .
بعد أن تعرفنا على هذه الضغوط السؤال هو كيف نتعامل معها؟
يتحتم علينا مواجهتها بكل ايجابية وبأن تستجيب أكثر لربك وتدعوه كثيرا (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا)
استعين بالله وتوكل عليه , ابحث عن الأمور التي تسعدك وتساعدك بأن تسترخي تماماً , تعامل مع ذاتك بكل لطف وحاول ان تتعرف على نقاط ضعفك والأمور التي تزعجك لتتخلص منها, قبل أن تشكو لأي شخص , تذكر بأن هناك رب كبير أكبر من همومك و مشاكلك, يناديك 5 مرات باليوم لتتقرب إليه فيالها من فرصه عظيمة وتذكر يعقوب عليه السلام حين دعا ربه وقال (إنما أشكو بثي وحزني إلى الله)
اجعل شعورك الدائم بأن الله معك, يسمعك ويراك, يحميك وينصرك, سبحانك ربي ما أكرمك وما أجملك وما أعظمك وما أرحمك يا رحمن ..
خذ وقتك وراحتك وابحث عنها, تعامل مع ذاتك بكل صبر وتأني ولا تتذمر, بل كن شاكراً راضياً , كلنا نقع في أخطاء ومنها نتعلم , وخير الخطائون التوابون.
حدد المواقف والأحداث التي تسبب لك بالإضطراب النفسي وابتعد عنها.
ومنا من يستعين بعد الله بطلب المساعده من اخصائي نفسي أو مرشد , ليساعدنا . ضع أهدافاً يمكن انجازها, بادر وثابر وتمكن من فعل كل ما تريد فعله من انجازات وأعمال صالحه, أبدع!
مارس الرياضه 3 مرات في الأسبوع على الأقل , أعلنت دراسة طبية تشيكية حديثة أن ممارسة رياضة الركض تؤدي إلى تحرير هرمون إيندورفين الذي يقال عنه بأنه هرمون السعادة . بممارسه الرياضه تخلص من الضغوط والطاقه السلبية التي بداخلك
والأكيد , السجود في الصلاة يساعدك في التخلص من الشحنات السلبية في الجسم فسبحان الله!
وبالأخير, كلٌ منها يبحث عن السعاده , السعاده السعاده, لا تبحث عنها, هي هنا! داخلك ستجدها حين تهيئ لها مكاناً في قلبك, وتشعر بالسلام الداخلي والرضى..
العقل هو سيد الإنسان فمن ظن بأنه قادر على فعل شيء فهو قادر ومن ظن خلاف ذلك فله ما ظن! ومن أراد أن يكون سعيداً فليعيش سعيداً ومن أراد أن يعيش تعيسهاً ! لا أظن بأن احداً منا يريد ذلك ..
صلوا على من فقهنا بصبره, إن الحياة لا تُجتاز إلا بصبر ♥
نبض الضمير :
يا رب إنا نسألك الصبر والرضى والقناعة والشكر بما اعطيتنا يا كريم